في إطاربرنامج البحوث حول الفنون المشتركبين الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) والمجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة، عُقِدت ورشة عمل في بيروت في 4-5 يناير/كانون الثاني 2020، جمعت بين الحاصلين والحاصلات على المنح في دورة 2020 وأعضاء لجنة التحكيم.
عُقِدت الورشة في مكاتب المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، وهدفت إلى تشكيل منتدى جامع للحاصلين والحاصلات على المنح من 5 دول عربيّة (السودان، المغرب، لبنان، تونس ومصر). وشكّلت ورشة العمل فرصة لهم/نّ لخوض نقاشات نقديّة وتلقّي تعليقات وآراء حول موضوعاتهم/نّ البحثية من خلال نقاشات مفتوحة في ما بينهم/نّ، فضلًا عن لقاءات فرديّة مع أعضاء لجنة التحكيم: وليد صادق، جاك برسكيان، مها مأمون، طارق العريسودريس كسيكس.
تلت عروض الحاصلين والحاصلات على المنح نقاشاتٌ ديناميكيّة بين الباحثين/ات وأعضاء لجنة التحكيم حول الفنون كشكل من أشكال التعطيل، فضلًا عن مقاربات نقديّة ونماذج فكريّة للدراسة حول الفنون. وخضع الباحثون والباحثات لتحدٍّ للنظر في الديناميات التي تربط الفن بالقطاعات الأخرى ومُنحوا تشجيعًا قويًّا لوضع نتائج البحوث في متناول الجمهور. بالإضافة إلى ذلك، استفاد أصحاب وصاحبات المنح في برنامج البحوث حول الفنونمن جلسة حول أخلاقيات البحث في العلوم الاجتماعية التي قدّمها فريق المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة.
أظهرت البحوث المشاركة قدرة عالية على المساهمة في مروحة واسعة من النقاشات حول الفن-الموسيقى، الفنون الأدائيّة والتخصصات المتقاطعة- والسياسة في المنطقة العربية. على سبيل المثال، هدفَ الفريق المصري الذي يترأسه ياسر نعيم من خلال مشروع حمل عنوان "18 معمل السكر: ذاكرة الأصوات والموسيقى" إلى رفع الستار عن الذاكرة الثقافيّة للثمانينيات في مصر كما تمّ تقديمها في إطار تمثّلات فنيّة لسكان عمارة "غاردن سيتي"، وهي أحد أحياء القاهرة.
محاولة أخرى معمّقة تحاول الأرشفة والتوثيق بعنوان: "الفرجات التقليدية بشمال المغرب: توثيق ودراسة وعرض آفاق الاستدعاء الفنّي والتنموي" للباحث المغربي جمال أبرنوص. في بحثه، يسعى أبرنوص إلى تحديد مجموعة العروض (الفنية والثقافية والشعبية مثل المباريات الرياضية) في شمال المغرب. تم تقديم عدسة أخرى حول المشهد الفني والثقافي المغربي من خلال البحث الجماعي بقيادة عادل السعداني. يستعرض المشروع المعنون "الفن والسلطة: بحث حول استغلال الفن والثقافة في المغرب" فعالية السياسات الثقافية العامة للمغرب.
من جانبه، يقوم فريق من الباحثين التونسيين بقيادة أنس غراب بمشروع بحثي بعنوان "المصادر العربية للموسيقى" ويبدأ عملية الرقمنة التي تغطي مختلف أنواع الموسيقى العربية، وتسعى إلى إتاحتها على الإنترنت من خلال منصة رقمية متوافرة. أما المشروعان الباقيان فينبعان من عمق الثورات التي تهزّ بلدَيهما. "عمل جماعي:ملاحظات فنيّة" لجمعية LAAB(تترأسها جنى طرابلسي)، تبحث في الممارسات الفنية لمجموعة من الممارسين الثقافيين في بيروت يعملون في وسائل الإعلام والفنون. يهتم أعضاء المجموعة بالعلاقات التي تؤثر عليها المساعي الفنية والثقافية في السياسة، مع اعتماد الانتفاضة اللبنانية التي انطلقت في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019 خلفيّةً.
وعلى شاكلته، يُعدّ مشروع "فهم الثورة السودانية عبر الفن: الذكاء الاصطناعي ونشاط القواعد الشعبيّة" مشروعًا بحثيًّا من قبل مؤسسة أندريا السودانية (بقيادة أمنية شوكت) يهدف إلى جمع وتوثيق ونشر وتبادل دراسات الحالة التجريبية وتحليل البيانات من 5 مدن مختلفة تمثل أعلى وأكبر نشاط ديناميكي على مستوى القاعدة الشعبية التي أثرت في انتفاضة السودان.
يلتقي أصحاب وصاحبات المنح من برنامج البحوث حول الفنون مجددًا في أوائل أبريل/نيسان 2020 لعرض مشاريعهم وما توصلوا إليه في خلال منتدى البحوث الرابع 2020 للمجلس العربي للعلوم الاجتماعية.
ترقبوا المزيد قريباً!