في إطار سلسلة المحاضرات السّنويّة للمجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة، تُلقي المحاضَرة الثانية في سلسلة محاضرات فاطمة المرنيسي الدكتورة أميمة أبوبكر. تحملُ المحاضَرة عنوان: "المعرفة الدينية في العالم العربي من منظور نسويّ: من النّقد إلى إعادة البناء"، وتُعقََد افتراضيًّا عبر منصّة "زوم" في 17 كانون الأول/ديسمبر 2020 في تمام الساعة الخامسة مساءً (بتوقيت بيروت).
للاطّلاع على برنامج المحاضَرة يُرجى النّقر هنا.
للتّسجيل عبر "زوم": https://us02web.zoom.us/webinar/register/WN_Q6Tv_qwXQamgMIk8x6lMcA
سيرة المحاضِرة
الدكتورة أميمة أبوبكر أستاذة الأدب الإنجليزي المقارَن في جامعة القاهرة، وعضوة مؤسِّسة/نائبة مجلس أمناء "مؤسسة المرأة والذاكرة" في مصر، وعضوة مجلس أمناء حركة "مساواة" الدولية. حصّلت تعليمها في جامعات القاهرة ونورث كارولينا وكاليفورنيا/بركلي. تخصّصت في الشعر الصوفي في العصور الوسطى والموضوعات المقارنة بين الأدبَين الإنجليزي والعربي. تتضمّن اهتماماتها الأكاديمية أدب "الروحانيات" والتصوُّف النسائي في الإسلام والمسيحية، والمعرفة الدينية من منظور نسوي، والنساء في التاريخ الإسلامي، وقضايا المرأة والنوع (الجندر) في التراث الإسلامي وفي الخطابات الإسلامية المعاصرة. نشرت عددًا من المقالات والدراسات الأكاديمية حول الشّعر الإنجليزي والشّعر العربي وغيرها من النصوص الأدبية في العصور الوسطى، وحول تطوّرالخطابات الدينية المعنية بالنساء، وتيار النسويّة الإسلامية. من الكتب المنشورة بالعربية: النسويّة والدراسات الدينية (2012) والنسويّة والمنظور الإسلامي: آفاق جديدة للمعرفة والإصلاح (2013). أحدث منشوراتها: مقال "المنهج النسوي في تدبّر القرآن الكريم: فهم خطاب ’القسط‘" (قيد الطبع في دورية المسبار 2020)؛ ودراسة (بالإنجليزية) مشتركة مع ملكي الشارماني: "التفسير النسوي الإسلامي وأخلاقيات القرآن: إعادة قراءة آيات الطلاق" في كتاب التراث التأويلي الإسلامي والعدالة النوعيّة (الجندريّة)، تحرير نيفين رضا وياسمين أمين (2020).
ملخّص المحاضَرة
تتناول المحاضرة ظاهرة إنتاج المعرفة الدينية (الإسلامية) في العالم العربي من قِبل كاتبات وباحثات منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى بداية القرن الحادي والعشرين، وترصدُ تطوُّر مراحلها في صورة محطّاتٍ تُعدُّ أعمالُ فاطمة المرنيسي من أهمّها. تُقدّم المحاضرة تحليلًا لطبيعة هذه الكتابات وأفكارها كأمثلةٍ لتشكُّل منهج فكريّ وبحثيّ نسويّ يركّز على دراسة جوانبَ محدّدة من العلوم الإسلامية بهدف إصلاحيّ من داخل المنظومة نفسها، ما يستلزم التطرّق إلى التعريفات والتوصيفات والآراء النقدية التي قدّمها الباحثون/ات لهذا التيار، وصولًا إلى المرحلة الحالية وما تتميز به: المزيد من التخصُّص والوعي بالتموقُع الفكريّ والأنطولوجي والمعرفي. ثم تحيط المحاضرة بثلاث إشكاليات أو عقبات في الخطابات الحاليّة للنسويّات المسلمات بشكل عام: أولًا مأزق الدفاعية ضد كلٍّ من الرفض العلماني/غير الإسلامي من جهة، والتقليديّ أو المحافِظ الإسلاميّ من جهة أخرى، كذلك مواجهة الإسلاموفوبيا الكولونيالية في المجتمعات الغربية؛ ثانيًا مأزق الدوران في فلك التفكيك فقط وإعادة إنتاج ما تمّ إثباته من تأويلاتٍ أبويّة واحتكار للفهم الديني؛ وثالثًا مأزق السياقات السياسية الملتبسة التي تحدّ من الفكر الحرّ والمستقلّ. ومع ذلك، ثمّة حاجةٌ إلى استكمال وتطوير معرفة إسلامية ناضجة بالعربية تعبّر عن النظرة النسويّة في مجالات إضافية إلى مجال علاقات النوع (الجندر) أو العدالة النوعيّة (الجندريّة)، على غرار علم الأخلاق، والدراسات البيئيّة، والدراسات النقديّة للعرق، وتقويض المنظومة الكولونيالية. وتقدّم المحاضرة في الجزء الأخير أمثلة عن المساهمة النسوية الإسلامية في تضفير مجالات دراسات النوع (الجندر) والأخلاقيّات والتفسير القرآني بصفة خاصة. رغم ندرة الأعمال العربية للنسويّات المسلمات التي تتصدّى بشكل مباشر ومتعمّق ومنهجيّ للتفسير القرآني حتى الآن، ثمّة اتّجاه حاليًّا يحاول أن يقدّم اجتهاداتٍ تأويلية وتحليلاتٍ للنصّ القرآني مع تمحيص الإرث التفسيريّ ومنهجياته، ودراسة الآيات التي تحتوي على مفاهيم النوع/الجندر(مثل قوامة الرجال وعلاقات الزواج والطلاق وصور الأنوثة والذكورة وحقوق النساء)، ومعضلة تفعيل "أخلاقية" القرآن الكريم ومبادئه (كالعدل والقسط والإحسان) في السلوكيات والفروض والأحكام الفقهية؛ وأخيرًا إعادة استكشاف منهجيات أو مقاربات أدبية عن جماليات النصّ والوحدة البنائية لسورالقرآن الكريم وتوظيفها في التأويل الروحاني والأخلاقي.
عن سلسلة المحاضرات السنويّة
تشكّل سلسلة المحاضرات السنويّة أحد الأنشطة العامّة الرئيسة التي ينظّمها المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة، وهي بمنزلة فرصة للترحيب بعلماء وعالمات علوم اجتماعيّة بارزين/ات من المنطقة العربية. ويعمل المجلس من خلال هذه المحاضرات على تقديم أعمالهم/نّ والتأمُّل في التقاليد الفكرية في المنطقة فضلًا عن استحضار التاريخ وإرث الماضي. وتهدف المحاضرات أيضًا إلى تعزيز النقاشات حول القضايا المعاصرة والتحديات التي تواجه منطقتنا اليوم.