تحت شعار "المعرفة في خدمة التنمية المستدامة"، يعلن مركز فاعلون للبحث في الأنثروبولوجيا والعلوم الإجتماعية والإنسانية عن فتح باب الترشح للمشاركة في الجامعة الصيفية الرابعة للمركز (طبعة تونس) التي ستقام بفندق قصر الشرق بمدينة المنستير التونسية من 20 إلى 25 آب/أغسطس 2017. وتشمل الجامعة تنظيم ملتقى موضوعه "مجتمع المعرفة وتحديات التنمية المستدامة في العالم العربي"، بالإضافة إلى ورشات تكوينية ودكتورالية والعديد من النشاطات الأخرى التي سيتولى تأطيرها أساتذة ومختصون.
الديباجة
خبرت الدول العربية منذ عقود تجارب تنموية عديدة اختلفت في طبيعة توجاهاتها واستراتيجيات تنفيذها ولكنها تشابهت من حيث أنها كانت في المنطلق استجابة منطقية وواقعية لأوضاع عالم ثنائي الاستقطاب.
تأثرت السياسات التنموية في الدول العربية بثنائية الاشتراكية/الرأسمالية، بل مع مرور الوقت أصبحت تتصف بالتبعية المفرطة، بالرغم من المجهودات الكبيرة التي بذلت في تنمية المجتمعات العربية باتباع مقاربات تعتمد تارة على المخططات التنموية الظرفية والمتتالية أو تارة أخرى بالنقل المكثف للتكنولوجيا من الغرب وجعل الاقتصاد الموجه سياسيا قاطرة للتنمية الشاملة.
واجهت التنمية في الدول العربية ولاتزال تحديا عظيما فشلت عموما في تجاوزه: مهمومة هي باللحاق بركب الدول المتقدمة والأخذ بأسباب التقدم، لكنها في سعيها هذا تدرك أن مساراتها التاريخية لا تتطابق مع المسارات التاريخية للدول المتقدمة. وعليه، تجد الدول العربية دوما نفسها في وضعية التابع/المستورد للمفاهيم والاستراتيجيات المرتبطة خاصة بتنمية المجتمعات.
من الواضح إذن أن مفهومي مجتمع المعرفة والتنمية المستدامة يخضعان لمنطق هذا التحدي، ذلك أن المجتمع الدولي والغرب أساسا في سعيه المستمر لبلوغ درجات سامية في التخطيط واستغلال الموارد الطبيعية، بلغ محطة حول فيها تصوراته بحق مجتمع المعرفة والتنمية المستدامة إلى خطط تنفيذية حققت نتائج باهرة وبالتالي غدت وصفة محفزة وضرورية للبلدان التي تملك طموح إحداث التطور المأمول في مجتمعاتها.
مجتمع المعرفة في أبسط وأدق معانيه هو المجتمع الذي يبلغ فيه التنظيم الاجتماعي مستوى سام في إحلال العلم والمعرفة في جميع مناحي الحياة في كنف وعاء من القيم أهمها الحرية في الحصول على المعلومة، امتلاكها وتوظيفها. بل أن مجتمع المعرفة يفجر الحدود الجغرافية وينسحب على فضاء واسع من العالم لما تتيحه الوسائط التكنولوجية ووسائل الاعلام من سهولة في التواصل وتدفق المعلومات بشكل يجعل التحدث عن مجتمعات منفردة ومنعزلة عن بعضها، أمرًا مضحكًا.
أما التنمية المستدامة-وإذا تجاوزنا الجدل القائم حول الدلالات المختلفة للمفهوم-فهي تعني تلبية احتياجات الأجيال الحالية والأجيال القادمة ضمن مسعى كبير لإحداث التنمية الشاملة في جميع قطاعات المجتمع وبشكل دائم ومقصود.
و عليه، وحينما يجتمع مجتمع المعرفة والتنمية المستدامة في برامج التنمية لدى البلدان العربية، من المفروض أن يؤدي الجمع هذا معنى إحداث التنمية الشاملة للمجتمع بتلبية الاحتياجات الحالية والقادمة على أساس تغليب المعرفة والعلم وجعلهما موجها لكل تفكير ومبادرة.
واقع البلدان العربية يظهر تفاوتا كبيرا بينها، منها ما سخر إمكانات هائلة وخطت خطوات كبيرة في توفير شروط مجتمع المعرفة، ومنها ما تأخر كثيرا ولم يتحرك في هذا الاتجاه إلا على مضض وتحت تأثير ضغوط داخلية وخارجية بالرغم من أن ما يملكه من إمكانات مادية وبشرية كان يؤهله لأن يكون في طليعة الدول المبادرة منذ مدة. وبقية البلدان ولظروف قاهرة لا يمكنها التفكير حتى في كذا مشروع. وجب التأكيد بأنه حتى البلدان التي خطت أشواطا في مجتمع المعرفة لا تزال تبحث عن آليات تمكنها من تحقيق التنمية المستدامة.
بات أكيدًا بأن البلدان العربية في خيار إقامة مجتمع المعرفة تحضيرا لبلوغ التنمية المستدامة المنشودة، تواجهها جملة من التحديات توجب عليها التعامل معها بالكثير من الإصرار إذا أرادت تجاوزها.
التحدي الحضاري أول ما يواجهها: مجتمع المعرفة والتنمية المستدامة منتجات نهائية لعقل غربي يستجيب للتطور التاريخي الذي تمر به مجتمعاتها وبالتالي البلدان العربية ترث تلك المنتجات دون ان تسهم تاريخيا في تحديد مضامينها. الأمر الشائك والذي يكتسي أهمية قصوى هو الكيفية المنتهجة في الاستفادة مما أنتج في بيئة مغايرة.
يواجهها في المقام الثاني التحدي النفسي: تربى الانسان العربي في ظل أنظمة سياسية علمته قيم الانهزامية والاتكالية ولم تعلمه كثيرا قيم المبادرة وإثبات الذات ومعظلة كبيرة هي إخراج هذا الانسان من وضعية ألفها إلى وضعية ترتقي به إلى مصاف المبادرة وتحمله مسؤوليات عظام.
يواجهها ثالثا التحدي السياسي وما ارتبط به من سياسات اقتصادية: عاشت الكثير من البلدان العربية ولعقود على نعمة النفط ولم تجتهد كثيرا في البحث عن البدائل في وقت الرخاء الاقتصادي. التنمية كانت مرادفة لتوزيع عائدات النفط وليس أكثر من ذلك.مع تغير حال العالم واستفحال الأزمة الاقتصادية أصبح لزاما عليها تنويع مصادر الاقتصاد وبات استقرار المجتمعات رهن العمل بتنمية شاملة تلبي احتياجات الملايين لكن هذه المرة مع شح شديد في المداخيل وما يجره ذلك من حرمان وردود أفعال مجتمعية غاضبة.
يواجهها أخيرًا تحدي اكتساب المعرفة والعلوم الجديدة: دفعت البلدان العربية ضريبة باهضة جراء تجاهل العلم والمعرفة في تسيير دواليب الدولة وان استمرت على هذا الحال تعرض كيان الدولة برمته للانهيار. التحدي في الأمد القريب هو تمكين المعرفة من شغل حيز كبير في حياة الأفراد والمؤسسات بغاية تنمية الفرد ثم تنمية المجتمع.
محاور الملتقى
أولًا: دراسة تتبعية ونقدية لمفاهيم الموضوع: مجتمع المعرفة-مجتمع المعلومات-إدارة المعرفة-اقتصاد المعرفة-التنمية المستدامة.
1-عرض المفاهيم وشرحها على ضوء استخداماتها لدى الهيئات الدولية ومراكز البحث العالمية.
2-تجسير المفاهيم مع تبيان أوجه التكامل بينها والتنافر.
3-كيفيات توظيف المفاهيم في البيئة العربية.
ثانيًا: عرض وتقييم تجارب الدول العربية في إقامة مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة.
ثالثًا: معيقات إقامة مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة.
1-ضيق دائرة الحريات الضرورية لتوطين آليات مجتمع المعرفة.
2-هيمنة السياسي على حساب الفكر الاستراتيجي والتخصصي في محطات التصور والتنفيذ.
3-استفحال قيم الانهزامية والاتكالية واشاعة الفكر الخرافي في المجتمعات العربية.
4-ضعف الميزانيات الموجهة للبحث العلمي وترقيته.
5-الاعتماد على المورد الأوحد في التنمية: النفط، السياحة والتجارة.
6-ضعف الاحصاءات الرسمية وغموضها وصعوبة الحصول عليها.
رابعًا: شروط تمكين الفئات الاجتماعية في إقامة مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة
أ-تمكين المرأة ب-تمكين الشباب.
خامسًا: اسهامات أنظمة التعليم في مجتمع المعرفة والتنمية المستدامة
أ-من حيث تكوين وتدريب المورد البشري.
ب-من حيث اعداد البرامج والخطط
ج- من حيث توفير الامكانات المادية
د-من حيث جعل التعليم في قلب التنمية وليس على هامشها.
سادسًا: دور مراكز البحث في مجتمع المعرفة والتنمية المستدامة.
أ-الاسهام في تصميم المشاريع التنموية الشاملة.
ب-انجاز الدراسات الاستشرافية.
ج-تشجيع الاختراعات والابداع.
د-عقد الشركات العابرة للتخصصات والدول.
سابعًا: استخدام التكنولوجيا الدقيقة في التنمية المستدامة والمسألة الايكولوجية.
ثامنًا: مجتمع المعرفة والمواطن العربي: دراسة نماذج حياتية في تنمية الفرد.
كيفية المشاركة
يمكن المشاركة في الجامعة الصيفية من خلال التقدم بمداخلة ضمن أحد محاور الملتقى (أنظر ديباجة الملتقى المرفقة بهذا الإعلان) وذلك عبر ملء الاستمارة الخاصة بالجامعة الصيفية على هذا الرابط.
- تقبل المشاركات الثنائية
- يمكن المشاركة دون ورقة بحثية
- يمكن اصطحاب مرافقين
الدول المعنية: المشاركة مفتوحة للجميع من كل بلدان العالم.
التخصصات المعنية: كل تخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية والتخصصات المجاورة كالأدب والقانون والعلوم السياسية وغيرها
اللغات المعنية: العربية والفرنسية والإنجليزية
الشهادات المعطاة في ختام النشاطات
- شهادة المشاركة في الجامعة الصيفية الرابعة لمركز فاعلون
- شهادة المشاركة في الملتقى الدولي
- شهادة المشاركة في الورشات التكوينية
رسوم المشاركة
تشمل رسوم المشاركة نفقات الملتقى والتكوين والمطبوعات والشهادات والإقامة والإطعام (إفطار، استراحة القهوة، غداء، عشاء) والرحلات السياحية طوال مدة الجامعة الصيفية من 20 آب/أغسطس إلى 25 آب/أغسطس 2017، وتبلغ قيمة الرسوم 40.000 دينار جزائري (4 ملايين سنتيم) أو ما يعادلها، (حوالي 220 أورو)
النقل: على عاتق المشاركين
تواريخ مهمة
- استقبال الملخصات: من 1 حزيران/يونيو إلى 30 تموز/يوليو 2017
- الرد على الملخصات: من 15 حزيران/يونيو إلى 5 آب/أغسطس 2017
- استقبال المداخلات كاملة: 10 آب/أغسطس 2017
- انعقاد الجامعة الصيفية: من 20 إلى 25 آب/أغسطس 2017
لأي معلومات، يرجى التواصل عبر البريد التالي: univ.fa3iloon@gmail.com
رئيس الملتقى والجامعة الصيفة الرابعة: د. مبروك بوطقوقة (هاتف: 0550643288)
رئيس اللجنة التنظيمية للجامعة الصيفية الرابعة: د. جنيدي عبد الرحمان (هاتف: 0668707659)