عائلة المجلس العربي للعلوم الاجتماعية الأعزاء/العزيزات،
نكتب إليكم من مكاتبنا في بيروت حيث تشهد مختلف أرجاء البلاد تظاهراتٍ ضخمة عفويّة وسلمية تطالب بتغيير سياسيّ واقتصادي فوري. اليوم ينضمّ لبنان إلى العراق والسودان والجزائر في موجة جديدة من الاحتجاجات والانتفاضات. تختلف الدوافع المحدّدة للاحتجاجات والقضايا والمطالب والتكوين الاجتماعي للمجتمعات والهياكل السياسية للأنظمة من بلد إلى آخر. ومع ذلك، يبقى الصدى العابر لهذه السياقات المختلفة صرخة شائعة ضد الفساد واللامساواة والتمييز والإفقار والإقصاء. وكما في الموجة الأولى من الاحتجاجات والانتفاضات في العامين 2010-2011، تستلهم هذه الحراكات تحركاتٍ أخرى في المنطقة والعالم. تعلو الرسائل والشعارات وتومض على شاشات من بيروت ومختلف المناطق اللبنانيّة تعبيرًا عن تضامنها مع انتفاضات أخرى في المنطقة العربيّة وحول العالم. كما ترتقي بقضية جميع الفئات المهمّشة والمستضعفة، بما في ذلك اللاجئون والعمال المهاجرون والأقليات الجنسية والجنسانية وجميع الذين يعانون من التمييز الهيكلي والعنف.
يفخر المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة بالوقوف إلى جانب مثل هذه النضالات من أجل العدالة الاجتماعية والتغيير الهيكلي الهادف. ستبقى مكاتبنا مفتوحة وتعمل حتى أقصى إمكاناتنا. نحتفل هذا الأسبوع بأول مدرسة عربية إفريقية حول "نظريات من الجنوب العالمي" بالتعاون مع جامعة ويتواترسراند والجامعة الأميركية في بيروت. ويسرنا أن نبلغكم بأن جميع المشاركين من 12 دولة إفريقية وعربية قد وصلوا إلى بيروت ويتطلعون إلى قراءاتنا ومناقشاتنا. يركّز هذا اللّقاء على التاريخ والتعبيرات المعاصرة للتضامن الفكري والسياسي بين إفريقيا والمنطقة العربية. إنها لحظة يجتمع فيها الماضي والحاضر بقوة لإظهار ما نرجوه مستقبلًا أفضل للجميع.